الكمال وهم يطاردنا في كل خطوة. نريد أن يكون كل شيء مثاليًا: عملنا، مظهرنا، كلماتنا، وحتى حياتنا بأكملها. لكن الحقيقة التي نغفل عنها هي أن الكمال غير موجود، وأن السعي وراءه لا يجلب سوى التعب والإحباط.

عندما تنتظر الظروف المثالية قبل أن تبدأ، فإنك تؤجل حياتك. تريد أن تتعلّم لغة جديدة؟ تنتظر “الوقت المناسب”. تريد إطلاق مشروعك؟ تنتظر أن يصبح كل شيء كاملًا. وفي النهاية… لا تفعل شيئًا.

النجاح الحقيقي لا يأتي من الكمال، بل من الاستمرار في التقدّم خطوة خطوة، حتى لو كانت الخطوات صغيرة وغير مكتملة. كل إنجاز عظيم بدأ بمحاولة غير مثالية، لكن صاحبها قرر أن يبدأ رغم النواقص.

تذكّر أن الأخطاء جزء من الرحلة، وأنها الدليل على أنك تتحرك وتتعلّم. لا أحد وصل للقمة دون أن يتعثّر عشرات المرات. الكمال يجمّدك، بينما التقدّم يحرّرك.

لذلك، اترك فكرة “اليوم المثالي” وابدأ اليوم بما لديك، من حيث أنت، وبالإمكانات التي تملكها. ستتفاجأ بما يمكنك تحقيقه عندما تتوقف عن مطاردة الكمال، وتبدأ في احتضان التقدّم.